قصة الغوص في اعماق الخطأ الجزء الثاني

كنت أتنقل بين المنتديات كنت أحس بسعادة وأنا أمارس أحد هواياتي اللي هي الكتابة الأدبية لقيت نفسي في أكثر من موقع وأكثر من منتدى صار الموضوع شغلي الشاغل وصراحة غياب زوجي ما صار يفرق معي بالعكس كنت أبغاه يغيب عشان أتفرغ لنفسي ومشاكلنا أنا وياه تقدرون تقولون هديت لأني ما صرت أطالبه بشيء أساسا كنت أكتب كتاباتي الأدبية خواطر وأكتبها باسم مستعار صرت مشهورة في المنتديات

لحين ما جاء يوم سجلت فيه في إحدى المواقع ندخل على المرحلة الثانية المنحنى الخطر كنت وقتها أحس بالقرف لما أسمع شيء اسمه حب إلكتروني كنت أقول إيش ذا المراهقة إيش القرف هذا كانت هذيك نظرتي عن هذا الشيء طبعا أنا من النوع اللي ما يرد أي أحد يراسلني ما أرد لأني كنت أعرف الأساليب والرسايل هذي كنت أشوف إني أنا ذكية جدا مرحلة بداية السقوط جلست في المنتدى هذا كم شهر كان فيه عضو مميز جدا اسمه فيصل كنت دائما أشوف ردوده على مواضيعي وأعجبتني أخلاقه لأن الوحيد اللي ما جا راسلني في الخاص كان تتلفتني مواضيعه كانت مرة مميزة فالثقافة في الفلسفة كنت دائما أرد على مواضيعه اختفيت فترة شوية طويلة عن المنتدى كنت أمر بظروف صحية ولما رجعت لقيت فيصل يسأل عني كان يسأل إيش بك اختفيتي ويطمن عليا كانت رسالته خالية من شيء اسمه استعطاف حسيت إنه أعجبني ومن هنا بدأت تبنى الرسايل وأضفته للماسنجر حقي الماسنجر بقول إيميل أسهل للكل مع إنه مو هو شيء ثاني المهم أضفته وبحذر شديد كنت خايفة ولما كلمني أول مرةحسيت إنه رجال متعلم كان مثقف كلمني باحترام كبير وكلمني برسمية كأنه حس إني أنا حذرة منه وقال لي اسمعي ترى أنا مو مثل ما تعتقدين اعتبريني أخ لك يحترمك والأيام راح تثبت لك صدق كلامي عرف بنفسه إنه شاب في الثلاثين كان بره يدرس رجع وهو معاه شهادة الهندسة حاليا هو في مركز معروف مرموق بشهاداته العلمية وعبقريته وعنده فلوس وثروة جدا كبيرة وإنه يحترم المرأة ويقدرها لكنه للآن ما لقى فتاة أحلامه 

خلينا نقول كنت أنجذب لثقافته فلسفته وأقول لنفسي هذا الرجال إللي يناسبني لكن على طول أتذكر زوجي وأطفالي وأهرب منه وأكذب مشاعري وأدعي له بالتوفيق وأنا صراحة بداخلي حزينة هذيك الفترة للأسف إني أصبت بورم سرطاني مع العلاج صرت حزينة ما عاد فيني قوة صرت ضعيفة كنت أحتاج لأمي أحتاج لأبوي أحتاج لزوجي يكون حنون معايا قرروا الأطباء إنهم يستأصلون لورم السرطاني وفعلا استأصلوا ورجعت لبيتي تذكرت أمي الله يرحمها نفس المرض اللي نهش جسمها لحد ما ماتت لا إله إلا الله 

احتجت لزوجي ما كان يهم بي او يعطيني العلاج و يقصر في مواعيدي في المستشفى كنت أحتاج شوية من حنانة في تلك الفترة غبت عن النت قرابة الشهور وأول ما تحسنت حالتي رجعت كنت شغوفة إني أفك الإيميل حقي وأشوف إيش صاير أكيد وجدت سيل من الرسايل اللي راسلها فيصل تكلمت معاه وفضفضتلة وقلت له عن مشاكلي وأحزاني حتى عن مرضي الخطير كان شخص مستمع جيد وهذا اللي كنت أبغاه كنت كل ما أكلمه أحس براحة وكأني تخلصت من عبء ثقيل كان يستمع لي وهو زي ما تقولون متحمس لي يبغى يسمعني يحاول يساعدني يخفف عليا لحين ما بديت أحبه لكني ما اعترفت لنفسي كنت أقول لا فيصل أخ فقط لحين ما جاء هذاك اليوم 

كلمني عن الدكتور تبعي طلب مني بعض المعلومات وهنا ولأول مرة عرض علي فيصل رقمه وقال أبغى أكلمك في موضوع الدكتور لأنه ما ينفع أنا أتكلم يعني كتابة مرة واحدة بس وأوعدك ما عاد تسمعين صوتي يعني الموضوع ضروري وأنا أبغى أساعدك سكتت أنا ما رديت ولما شافني سكتت قال طيب براحتك أعتذر ما كنت أبغى أزعجك هنا حسيت بخوف إني أفقده وعلى طول اتصلت سمعت صوت هاديء و رزين فحسيت بالأمان وتكلمت قال ما أصدق إنك متزوجة صوتك جدا طفولي شكلك خدعتيني ما أنتي متزوجة حسيت بالخجل وحلفت لها إني ما كذبت عليه في شيء قام يكلمني عن نفسه ونجاحاته وبطولاته وشهامته حتى إني حسيت نفسي صغيرة قدام هذا الإنسان العظيم

كان يتعمد إنه يظهر ثقافته ببعض الكلمات الإنجليزية والفرنسية قفلت المكالمة وحسيت بإعجاب وجلست أفكر وما قطع تفكيري إلا اتصال منه مرة ثانية قال لي تسمحين أتكلم معكي باللغة الفرنسية قلت طيب أنا ما أعرف فرنسي قال أعرف إنك ما تعرفينها بس أنا أبغى أتكلم بهذي اللغة عشان أبغى أعبر بشيء بداخلي ما أقدر أقول لك عنه الحين خليني أقول اللي بخاطري خليني أرتاح قلت تفضل قام يبربر ويتكلم ويسولف ويتكلم ما أدري إيش قاعد يقول لكني كنت أترجم نبرات صوته بإحساسي وهي يتكلمه بشكل رقيق ورومانسي خلصنا المكالمة وقفلت أرسل لي بعدها مسج يقول فيها أحبك ....