بحث متكامل عن حقوق الانسان
تبنت
الأمم المتحدة من المبادئ ما ساعدت على تشريع القوانين التي تكفل حقوق الإنسان في
كل دولة على حدة. وأبرمت الأمم المتحدة بعض المعاهدات التي أضفت شرعيته على هذه
القوانين. وتضطلع لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بإعداد مسودات هذه
المعاهدات وتوافق عليها الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وكانت
الأمم المتحدة قد تبنت عام 1966 م المعاهدة العالمية للحقوق المدنية والسياسية،
والمعاهدة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وقد وفرت هذه المعاهدات الغطاء
والحماية القانونية للكثير من الحقوق التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان. وتبنت معاهدات أخرى، منذ ذلك الوقت، قضايا مختلفة مثل معاملة السجناء،
ووضع اللاجئيين، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل.
تكفل
القوانين وتضمن الأنظمة التشريعية في معظم بلاد العالم صيانة حقوق الإنسان، وعلى
الرغم من ذلك فإن هذه الأنظمة لا تكون دائما فعالة، وتعجز معظمها عن إقرار بعض
حقوق الإنسان، إلا أن المعايير العالمية تضمن إقرار هذه الحقوق عندما تعجز
الحكومات عن حمايتها، فمنظمة الأمم المتحدة التي تعمل للمحافظة على الأمن والسلام
الدوليين قد سنت معظم القوانين الدولية التي تقر حقوق الإنسان وتكفل صيانتها،
ويذكر أن كافة دول العالم المستقلة تقريباً لها مقاعد بالأمم المتحدة، وأيضا تقوم
الأمم المتحدة وبعض المنظمات الأخرى بالكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم،
وتعمل على وقف هذه الانتهاكات. ومن الوسائل التي ساعدت على نشر الوعي بحقوق
الإنسان في جميع أنحاء العالم هي العولمة والتي تعني ببساطة تواصل المجتمعات
البشرية ببعضها البعض من خلال تفاعل الثقافات والتجارة ووسائل الإعلام كالصحف
وشبكات الإنترنت والتلفاز.
حقوق الإنسان ليس لها تعريفٌ محددٌ بل هناك العديد من التعاريف التي قد يختلف مفهومها من مجتمع إلى آخر أو من ثقافة إلى أخرى، لأن مفهوم حقوق الإنسان أو نوع هذه الحقوق يرتبطان بالأساس بالتصور الذي نتصور به الإنسان، لذلك سوف نستعرض مجموعة من التعاريف لتحديد هذا المصطلح:
«رينية كاسان» وهو أحد واضعي الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان بأنها (فرع خاص من الفروع الاجتماعية يختص بدراسة العلاقات بين الناس
استناداً إلى كرامة الإنسان وتحديد الحقوق والرخص الضرورية لازدهار شخصية كل كائن
إنساني، ويرى البعض أن حقوق الإنسان تمثل رزمة منطقية متضاربة من الحقوق والحقوق
المدعاة).
«كارل فاساك» فيعرفها بأنها (علم يهم كل شخص ولا سيما
الإنسان العامل الذي يعيش في إطار دولة معينة، والذي إذا ما كان متهما بخرق
القانون أو ضحية حالة حرب، يجب أن يستفيد من حماية القانون الوطني والدولي، وأن
تكون حقوقه وخاصة الحق في المساواة مطابقة لضرورات المحافظة على النظام العام).
يراها
الفرنسي «ايف ماديو» بأنها (دراسة الحقوق الشخصية
المعرف بها وطنياً ودولياً والتي في ظل حضارة معينة تضمن الجمع بين تأكيد الكرامة
الإنسانية وحمايتها من جهة والمحافظة على النظام العام من جهة أخرى).
الفقيه الهنكاري «أيمرزابو»
فيذهب إلى (أن حقوق الإنسان تشكل مزيجاً من القانون الدستوري والدولي مهمتها
الدفاع بصورة مباشرة ومنظمة قانونا عن حقوق الشخص الإنساني ضد انحرافات السلطة
الواقعة في الأجهزة الدولية، وأن تنمو بصورة متوازنة معها الشروط الإنسانية للحياة
والتنمية المتعددة الأبعاد للشخصية الإنسانية).
وجميع
التعريفات الآنفة الذكر تعكس وجهة نظر الكتاب الأجانب، أما فيما يخص الكتاب العرب
فإن «محمد عبد الملك متوكل» يعطي تعريفاً شاملا
وواسعا إذ يعرفها بأنها (مجموعة الحقوق والمطالب الواجبة الوفاء لكل البشر على قدم
المساواة دونما نمييز بينهم).
رضوان زيادة فيذهب إلى القول بأن حقوق الإنسان (هي الحقوق التي تكفل للكائن
البشري والمرتبطة بطبيعته كحقه في الحياة والمساواة وغير ذلك من الحقوق المتعلقة
بذات الطبيعة البشرية التي ذكرتها المواثيق والإعلانات العالمية). ويرى الأستاذ
«باسيل يوسف» أن حقوق الإنسان (تمثل تعبيراً عن تراكم
الاتجاهات الفلسفية والعقائد والأديان عبر التاريخ لتجسد قيم إنسانية عليا تتناول
الإنسان أينما وجد دون أي تمييز بين البشر لا سيما الحقوق الأساسية التي تمثل
ديمومة وبقاء الإنسان وحريته).
«محمد المجذوب» فيعرفها بأنها (مجموعة الحقوق الطبيعية
التي يمتلكها الإنسان واللصيقة بطبيعته والتي نظل
موجودة وإن لم يتم الاعتراف بها، بل أكثر من ذلك حتى ولو انتهكت من قبل سلطة ما).
الأمم المتحدة فقد عرفت حقوق الإنسان بأنها
(ضمانات
قانونية عالمية لحماية الأفراد والجماعات من إجراءات الحكومات التي تمس الحريات
الأساسية والكرامة الإنسانية، ويلزم قانون حقوق الإنسان الحكومات ببعض الأشياء
ويمنعها من القيام بأشياء أخرى)، أي أن رؤية المنظمة الدولية لحقوق الإنسان نقوم
على أساس أنها حقوق أصيلة في طبيعة الإنسان والتي بدونها لا يستطيع العيش كإنسان.
تصنيف حقوق الإنسان وترتيبها بأشكال شتى، ويشيع أن توزع الحقوق الإنسانية في ثلاثة مجموعات هي:
👈حقوق السلامة الشخصية
👈الحريات المدنية
👈الحقوق الاجتماعية والاقتصادية
أو
تقسيم مواد الإعلان العالمي غير المسلسلة يمكن ردها إلى أربع فئات:
الفئة الأولى وتتناول الحقوق الفردية والشخصية.
الفئة الثانية وتتناول علاقات الفرد بالمجموع أو بالدولة.
الفئة الثالثة وتشمل الحريات العامة والحقوق الأساسية.
الفئة الرابعة وتشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وتكفل حقوق السلامة الشخصية أمن الإنسان وحريته، فلكل امرء حق في الحياة والحرية وفي التمتع بالأمان على شخصه، كما لايجوز استرقاق أحد أو تعذيبه أو اعتقاله تعسفاً. أما الحريات المدنية فإنها تقر حرية التعبير عن المعتقدات بالأقوال والممارسة؛ فهي تكفل لكل شخص حرية الرأي والتعبير والوجدان والدين والتجمع. ومن الحريات المدنية الأخرى: حق الاقتراع في الانتخابات، وفي تقلد الوظائف العامة وفي الزواج وتأسيس أسرة. وتنطوي الحقوق الاجتماعية والاقتصادية على حصول الشخص على الحاجات الإنسانية الأساسية، وحقه في الرقي الاجتماعي. فلكل شخص حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة خاصة على صعيد المأكل والمسكن والملبس والعناية الطبية والتعليم. كما تنطوي على حق الشخص في العمل وإنشاء النقابات والانضمام إليها.
حقوق الإنسان: مفهومها وتطورها
حقوق
الإنسان هي مجموعة من الحقوق الأساسية التي
يتمتع بها جميع الأفراد بمجرد ولادتهم، بغض النظر عن جنسهم، أو عرقهم، أو دينهم،
أو آرائهم السياسية، أو أي وضع اجتماعي أو آخر. هذه الحقوق تكفل للإنسان العيش
بكرامة وحرية، وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من الكرامة الإنسانية.
مفهوم حقوق الإنسان
يُعرف
مفهوم حقوق الإنسان بأنه مجموعة من الحقوق الطبيعية التي يولد بها الإنسان، وهي
غير قابلة للتصرف أو الانتقاص منها. هذه الحقوق تشمل الحق في الحياة، والحرية،
والأمن، والعدالة، والتعبير عن الرأي، والتجمع السلمي، والمعتقد، والعمل،
والتعليم، والصحة، وغيرها الكثير.
تطور مفهوم حقوق الإنسان
- الحضارات القديمة: ظهرت مفاهيم مبكرة لحقوق الإنسان في العديد من الحضارات
القديمة، مثل الحضارة اليونانية والرومانية.
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: تم إعلان هذا الإعلان عام 1948 بعد الحرب العالمية الثانية، وهو وثيقة تاريخية حددت حقوق الإنسان الأساسية التي يجب أن يتمتع بها جميع أفراد الأسرة البشرية.
- التطورات الحديثة: شهدت حقوق الإنسان تطورات كبيرة في العقود الأخيرة، مع
ظهور العديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تعمق حماية هذه الحقوق.
👈أنواع حقوق الإنسان
يمكن تقسيم
حقوق الإنسان إلى عدة أنواع:
- الحقوق المدنية والسياسية: تشمل الحق في الحياة، والحرية، والأمن، والعدالة،
والتعبير عن الرأي، والتجمع السلمي، والمعتقد.
- الحقوق الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية: تشمل
الحق في العمل، والتعليم، والصحة، والسكن اللائق، والمشاركة في الحياة
الثقافية.
- حقوق الشعوب: تشمل الحق في تقرير المصير، وحق الشعوب في الاستقلال، وحق
الأقليات في الحفاظ على هويتهم.
👈أهمية حقوق الإنسان
- الكرامة الإنسانية: تحمي حقوق الإنسان كرامة الإنسان وتجعله محور اهتمام
المجتمع الدولي.
- السلم والأمن: تساهم في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في العالم من
خلال منع الصراعات والنزاعات.
- التنمية المستدامة: تعتبر حقوق الإنسان أساسًا للتنمية المستدامة، حيث لا
يمكن تحقيق التنمية الشاملة دون احترام حقوق جميع الأفراد.
- الديمقراطية: تعتبر حقوق الإنسان ركيزة أساسية للديمقراطية، حيث تضمن
مشاركة جميع الأفراد في صنع القرار.
👈التحديات التي تواجه حقوق الإنسان
- انتهاكات حقوق الإنسان: لا تزال انتهاكات حقوق الإنسان تحدث في العديد من دول
العالم، مثل التعذيب، والقتل خارج نطاق القانون، والتمييز، والفقر.
- الإرهاب: يمثل الإرهاب تهديدًا خطيرًا لحقوق الإنسان، حيث يستهدف
المدنيين ويقوض الاستقرار.
- التغيرات المناخية: تؤثر التغيرات المناخية سلبًا على حقوق الإنسان، حيث تؤدي
إلى النزوح والفقر والجوع.
👈دور الفرد والمجتمع في حماية حقوق الإنسان
- التوعية: نشر الوعي بحقوق الإنسان بين أفراد المجتمع.
- المشاركة: المشاركة في النشاطات التي تدعم حقوق الإنسان.
- الدفاع عن الحقوق: الدفاع عن حقوق من يتعرضون للانتهاك.
- المطالبة بالمساءلة: مطالبة الحكومات والجهات المعنية بالمساءلة عن انتهاكات
حقوق الإنسان.
ختامًا،
حقوق الإنسان هي إرث إنساني مشترك، وهي مسؤولية مشتركة لحمايتها وتعزيزها.
انتهى الموضوع شكرا (لك / لكِ)
مهم لك عزيزي الزائر الكريم شرفتنا ونحب تواجدك معنا
التعريف بالموقع : هذا الموقع تابع لبرج المعرفة بشكل رسمي وكل ما ينشر في الموقع يخضع للمراقبة وموقع برج المعرفة غير مسؤول عن التعليقات على المواضيع كل شخص مسؤول عن نفسه عند كتابة التعليق بحيث لا يتحمل موقع برج المعرفة اي مسؤولية قانونية حيال ذلك